الصفحة الرئيسية

لماذا تفشل وصفات التنمية البشرية للنجاح غالباً

لماذا يفشل مدربوا التنية البشرية؟! ولماذا تفشل وصفاتهم للنجاح ؟! .... كتبه: مالك سلطان
لأنهم من أتباع نظرية خطة واحدة للنجاح تناسب الكل: خطط وخليك إيجابى ومبادر وإستمتع ولا تخاف وخوض المغامرة و ساعد الأخرين و خليك جزء من فريق, إلخ إلخ إلخ .....

التصور أن هذة النصائح العملية تصلح لكل الناس لكل الوقت هو وهم تام, فحياة الوظيفة فى الشركات أمر معقد جدا و organizational politics غالبا تجعل هذة النصائح وسيلة فى صراع وليس هدف يفيدك.

مدرب التنمية البشرية أحد أدواره أن يكلمك بحماس و يجعلك تشعر بحماس و يحصل على أموال فى المقابل, قدرتة أن يجعلك تشعر بالحماس هى أهم قدراتة التى بسببها يتحصل على دخلة, لكن شعورك بالحماس كمتلقى للكلام من بتاع تنمية بشرية لا يعنى أنك سوف تنجح بعد ذلك,نعم بعض الناس حين يشعرون بالحماس و يغيرون وظيفتهم و يظهرون حب لكل من حولهم و يتعاونون معهم يحققون نجاح, لكن إلى أى مدى يستمر هذا النجاح و لماذا لا يحققة كل من يتبعون نفس الوصفة؟ بل الجميع يعلم انك كلما تتقدم فى السن و الهيكل الوظيفى كلما كانت وصفات التنمية البشرية اقل أهمية للنجاح بل احيانا سبب فى عدم النجاح .

كلنا شاهدنا ناس ناجحين جدا و مديرين كبار, لكنهم سلبيين جدا غير متعاونين و ربما عدائين جدا و بيطلعوعين الناس تحتهم و جنبهم, لكن ناجحين جدا, اية السبب؟ السبب ببساطة ان التجميعة البشرية المسماة شركات فى إقتصاد دولة حديثة هى كائن معقد جدا , نجاحك فى هذا الهيكل يتطلب أشياء أكثر بكثير من كونك لطيف وظريف وإيجابى متعاون مغامر مخطط .

لو الشركات تنجح بسبب كونها تتكون من موظفين مبتسمين متعاونين لأصبح عالم الشركات جنة, بينما الجميع يعلمون ان الوظيفة فى الشركات فى قلب صراعات ضخمة و ان الاقوى يبتلع الأضعف و أنك عرضة للخوازيق فى كل لحظة,كما أن المنافسة بين الموظفين هى منافسة شرسة لا تعرف الرحمة فى سبيل سلطة أكبر داخل المؤسسة و مزايا أحسن, يا ريت من يشتغلون فى مؤسسات دولية ناجحة بالمليارات يتكلمون عن عالم الصراعات و الخوازيج الذى يعيشونة يوميا فى مكاتبهم.

بل أن الصراع داخل المؤسسات هوأحد اسباب النجاح, صراع ليس فية أى تعاون أو إيجابية أو حب أوحتى رحمة, صراع قد يعطى المساحة للأحسن و الاكفأ أن يظهرو و يقودو الشركة و يحققو نجاح المليارات, بل ربما نجاح الشركات فى إدارة الصراعات الداخلية هواحد اسباب نجاحها, بينما فشلها سببة هو عدم القدرة على إدارة الصراعات الداخلية, هنا يصبح النجاح موش بسبب أنك لطيف و إيجابى و مغامر متعاون و لكن لكونك قادر على الصراع بكفائة بشكل يفيدك و يفيد المؤسسة.

كارثة بتوع التنمية البشرية أنهم لو إتكلمو فى إدارة الصراع لازم يكونو فاهمين هيكل المؤسسة وتفاعلاتها داخليا و خارجيا, دة كلام ممل وعملى قاس سيفقدهم مصدر جاذبيتهم الاساسية و هى قدرتهم على إثارة حماس المستمع لهم, ناهيك طبعا ان فهم هياكل المؤسسات و انواع بيئات العمل داخليا و خارجيا وميكانيزم القرار و شبكاتة هوأمرمعقد , أمر أعقد بمراحل من فكرة خليك إيجابى مبتسم متعاون مغامر مبدع و سوف يأتيك النجاح و أعقد بكثيير من فكرة هيا نلعب بالميكانو لنتعلم التعاون.

بتوع التنمية البشرية مهم تسمعهم وأنت فى العشرينات, جرعة الحماسة مع عدم خبرتك قد يكون مفيد بعض الشئ فى إخراجك من مود بيروقراطى, برضة مهم تسمعلك محاضرة أواتنين و أنت مضايق ومخنوق أوبتفكر تسيب شغلك, دة بالظبط إل حصل فى أمريكا بتوع التنمية البشرية بقو جزء من صناعة التطوير الترفيهى, بمعنى مدرب التنمية البشرية بيعمل كتاب و فديوهات و يحجز قاعة فى فندق و حضرتك تدفع فلوس و تحضر مرة وتشحن بطارية حماسك بسماعك لواحد بيعرف يتكلم بحماسة, لا اكثر و لا اقل ....
google-playkhamsatmostaqltradent