هذا المقال كتبه أ. عمرو الهواري على صفحته الشخصية و تم فقط تعديل بعض الأخطاء اللغوية فيه .
أخطاء الآخرين دائماً أكثر لمعاناً من أخطائنا .. هذا مثل روسي ، والحقيقة يستحق أن يكون مثل مصري بامتياز لأنه يجسد واقع مجتمع كامل نعيش فيه .
أصبحت مرعبه جداً فكرة أنه ممكن في أي لحظه تاريخك كله يُنسى ، كل حاجه حلوة عملتها، كل موقف طلعت جدع فيه مع حد، كل مرة قلت فيها كلمة حق... كل ده ممكن الناس تنساه لمجرد غلطه عملتها -سواء بقصد أو بدون-، تصرف مش مفهوم، قرار اخدته هما ميعرفوش ايه دوافعه ولا ايه اللي خلاك تاخده.
الناس للأسف بقى عندها القابليه انها تشوه اي حد حتى لو متعرفهوش لمجرد التشويه، مبيحاولوش حتى يفهموا هو عمل كدا ليه، ولا بيدوا نفسهم فرصه يفهموا وجهة نظره.
الناس بقت عامله زي الكلاب المسعوره اللي ماشيه تشمشم على أي فضيحه لأي حد عشان تنهش فيه، أي فيديو، أي صورة، أي بوست، أي تويتابه كتبها.
حتى مع صحابك، قرايبك، زمايلك في الشغل، اقرب ناس فاهمينك وعارفينك، محدش هيرحمك، في أول زلة لسان أو تصرف خطأ هيتم تشويهك بدون رحمه..
تحس ان الناس بقت بتتلذذ بفضح بعضها، و تشويه بعضها، الناس بقت تتمنى تمسك ذله على كل واحد، وبتتلذذ وهي بتدمر أي حد نفسيا ومعنويا.
كل واحد بقى عايش خايف يغلط، خايف يعمل اي حاجه تجيب رقبته، بقيت في منتهى الحذر مع صحابك، منتهى الحذر مع قرايبك، منتهى الحذر مع أي حد تعرفه..
بقيت تفكر مليون مرة قبل ما تقول الكلمه، ومليون مرة قبل ما تاخد قرار، ومليون مرة قبل ما تتعرف على حد جديد تخاف انه في يوم من الأيام ينهش في لحمك مع الباقي.
حتى في عالم مواقع التواصل الإجتماعي اللي هو المفروض افتراضي محدش هيرحمك، لازم تفكر كتير قبل ما تكتب حاجه، لازم تركز في كلامك بتقوله امتى و ازاي و ليه..
اتربينا على مقولة "إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه" ومطبقناش منها اي حاجه.
دلوقتي بقت الناس هي اللي تدور عالفضيحه، ولو لقيتها مبتفكرش حتى تسأل أو تستفسر أو تشوف وجهة النظر التانيه، أو حتى تسأل صاحب الموضوع نفسه.
الشير بقى أسهل حاجه، نقل الكلام بدون تأكد وتثبت، تصديق أي حد لمجرد انه هيحقق رغبة الكل في تشويه أحدهم، الكل عاوز يسقط الكل بدون سبب مفهوم.
صحاب بتبيع عشرة عمر كامله عشان غلطه، عيلة بتخسر بعضها عشان موقف، حتى هنا، ناس متعرفكش ممكن تشتمك وتشردك عشان شوية كلام لا بيقدم ولا يأخر..
بقينا عايشين خايفين من الناس، وخايفين من بعض، اللي هيقع مش هيترحم، ولا حد هيسمي عليه، محدش بقى يحب يشوف حد احسن منه، او مبيغلطش زيه.
كل واحد جواه أمراض نفسيه قد الدنيا بيطلعها على غيره، الكل بيدعي الشرف، الكل بيدعي المثاليه، ومحدش بيعامل غيره على انه بشر ممكن يغلط عادي يعني..
بقينا خايفين نغلط واحنا وسط صحابنا، وخايفين نغلط واحنا في شغلنا، وخايفين نغلط واحنا مع قرايبنا، وخايفين هنا لا نغلط او نقول حاجه محسبنهاش كويس.
وخوفنا ده نابع من اننا عارفين اننا لما نتشوه، او نتشتم، محدش هيكون مهتم يعرف الحقيقه، ولا حتى يسألك انت عملت كدا ليه، محدش هيعيرك اي اهتمام اصلا.
ساعة أورجازم التشويه ونشوة الفضيحه، الكل بيشارك من غير تفكير، وساعة ما تحاول تبين الحقيقه او وجهة نظرك، مش هتلاقي حد حواليك أو بيسمعك.
الناس لو شغلت بالها بانها تنصح بعض بدل ما تشوه بعض، وتسمع لبعض بدل ما تسمع عن بعض، وتلتمس الأعذار، وتعاملنا على اننا مش ملايكه، الحياه هتبقى احلى بكتير.