الصفحة الرئيسية

قصة فيكتور لوستيج، الرجل الذي باع برج إيفل مرتين وخدع آل كابوني

ربما قرأت أو سمعت عن كثير من العجائب و الغرائب و الطرائف  في عالم النصب , لكنك لو لم تسمع أو تقرأ عن فيكتور لوستيج , فقد  فاتك الكثير , و عندما ترى كم العجائب التي فعلها ستجد نفسك تضحك تلقائياً بسخرية على أولئك المغفلين الذين وقعوا ضحايا لهذا النصاب المحتال البارع " فيكتور لوستيج " .

نتعجب جميعاً عندما نقرأ كيف تم النصب على هؤلاء الأشخاص الذين وقعوا ضحايا لمثل هذا النصاب المحترف , الذي يستخدم أساليب و وسائل احترافية و فنية للغاية في سبيل الإيقاع بضحايا من الوزن الثقيل ,, لكننا لا نلبث أن نكتشف أن السبب الأوضح لوقوع هؤلاء الضحايا في براثن النصاب هو " الطمع " , ذلك العيب الذي يستخدمه النصاب بحرفية و دقة .
قصة فيكتور لوستيج , الرجل الذي باع برج إيفل مرتين لنفس العائلة

بين يديكم اليوم قصة واحد يعتبر من العباقرة , لكن للأسف عبقري في "النصب و الاحتيال " ,, إنه " فيكتور لوستيج " أشهر نصاب في أمريكا في القرن العشرين , و الذسي له نوادر يصعب تصديق أنها حدثت بالفعل ,, سنورد بعضها في مقالنا هذا .

استغل لوستيج لباقته و أناقة مظهره الخارجي , بالإضافة إلى براعته و ذكائه في الإيقاع بضحايا من الوزن الثقيل و اقتناص أموال طائلة منهم , و كان يُلقب ب "النصاب عابر البحار " حيث تخصص في النصب بين باريس و نيويورك .

أول عملية نصب نفذها فيكتور لوستيج 

يكمن دهاء هذا النصاب في أنه يقوم بحبك النصبة بحيث لا يستطيع الشخص الضحية فعل أي شيىء بعد اكتشاف الخدعة ,, حتى أن ضحاياه من الطماعين لم يتمكنوا حتى من الإبلاغ عنه للشرطة كما سنرى .

كانت أولى عمليات النصب المهمة  لفيكتور عندما باع صندوق صغير بلا قيمة بعد أن أقنع ضحاياه من المغفلين أنه عبارة عن ماكينة صنع نقود و يمكنها نسخ 100 دولار خلال 6 ساعات ( مزيفة ) , و دفع المغفلون المبلغ الكبير الذي طلبه منهم لوستيج ليبيع لهم الصندوق , ثم اكتشفوا الخدعة بعد أن نفذ مخزون الأوراق فئة 100 دولار التي كان فيكتور قد وضعها بداخله لإقناعهم .

و لم يستطع هؤلاء الضحايا حتى إبلاغ الشرطة أنهم تم النصب عليهم , حيث لا يستساغ أن تذهب للشرطة لتخبرهم أنك اشتريت جهازاً لتزوير النقود ثم اكتشفت أنه لا يعمل , سيتم القبض عليك .

أشهر عملية نصب قام بها لوستيج و الأكثر طرافة 

في عام 1925 بعد سنوات قليلة من انتهاء الحرب العالمية الأولى , حيث كان برج إيفل آيلاً للسقوط جراء القصف الذي تعرضت له باريس أثناء فترة الحرب , و الذي دمر أجزاء كبيرة من المدينة .

جاءت الفرصة لفيكتور لوستيج ليقوم بأكبر و أشهر عملية نصب في تاريخه , و ربما الأكثر طرافة أيضاً , عندما قرأ مقالاً بإحدى الصحف الفرنسية يتحدث عن مشاكل مدينة باريس بعد انتهاء الحرب , و تطرق المقال إلى مشكلة برج "إيفل" الآيل للسقوط و الذي سيُكلف فرنسا مبالغ طائلة لصيانته , و منع انهياره و هي مشكلة كبيرة , حيث لا يتوفر المال الكافي لذلك بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة التي سببتها الحرب .


خطرت خطة جهنمية على بال "فيكتور" , حيث استغل هذا المقال السابق ذكره  في الترويج لشائعة مفادها أن برج إيفل على وشك الانهيار .
ثم قام لوستيج بانتحال صفة موظف كبير في الحكومة الفرنسية , كلفته الحكومة بتولي أمر وضع البرج في سلة القمامة - على حد تعبيره - و قام بتزوير بطاقة هوية تزعم أنه مدير عام وزارة البريد و التلغراف .

ثم قام فيكتور لوستيج بدعوة كبار تجار المعادن و الخردة الفرنسيين إلى اجتماع سري عقده في أحد الفنادق العتيقة و الفخمة في باريس , و استغل مهارته في تحدث الفرنسية بطلاقة في إقناع التجار بأن اختيار الحكومة لهم لهذا الاجتماع جاء بسبب سمعتهم المعروفة , و صيتهم الذائع .

وفجر فيكتورالمفاجأة , حيث أخبر التجار أن برج إيفل معروض للبيع و أن الألواح المعدنية الموضوعة  عليه وُضعت تمهيداً لهدمه , حيث أقنعهم أن عملية ترميمه و صيانته باءت بالفشل , لذلك قررت الحكومة الفرنسية بيع البرج في مزاد سري حتى لا يتسبب في إثارة المشاكل نظراً لقيمة البرج التاريخية , و أبلغهم أنه هو الشخص المفوض من الحكومة للقيام بمهمة البيع .

لم يكتف بذلك , بل استئجر سيارة ليموزين و رافق التجار الستة في جولة تفقدية بالبرج الذي كان يعرف كل شبر فيه ,, و اقتنع التجار بالفكرة و لمعت في أذهانهم فكرة شراء البرج في هذه الحال بسعر زهيد .
و خلال تلك الجولة , حدد لوستيج التاجر المناسب لعملية النصب ,, حيث وجد أن "أندري بويسون" تنطبق عليه المواصفات للوقع في المصيدة , فهو التاجر الكبير لكنه غير مشهور في الأوساط الكبرى و يسعى حثيثاً لنيل الشهرة في تلك الأوساط , و لا شك أن عملية مثل شراء برج إيفل ستحقق له الشهرة التي يسعى إليها .

و عندما طلب اللص سماع الآراء في شراء البرج ,, قفز بويسون بحماس ليعلن أنه مستعد للشراء ,, فلما وجده فيكتور متحمساً جداً , لم يكتف بمبلغ الصفقة , بل لمح إليه أنه موظف حكومة فاسد و يريد تقاضي مبلغ مالي "رشوة" مقابل تسهيل عملية بيع البرج له , و هو ما وافق عليه" أندري بويسون " فوراً و دفع له مبلغاً باهظاً مقايبل أن يجعل الصفقة له وحده .

و من العجيب أن زوجة "بويسون" كانت تشك في أمر هذه الصفقة , و نصحت زوجها بعدم المُضي قُدماً فيها , لكنه رفض السماع لها , و أتم الصفقة و دفع عشرات الآلاف من الدولارات إلى سكرتير لوستيج , الذي سارع بالهروب إلى فيينا برفقة لوستيج بعد الحصول على الأموال .

ماذا حدث ل بويسون بعد اكتشاف الخدعة الكبرى ؟

عندما اكتشف بويسون الخدعة , شعر بالحرج الشديد , و فضل أن يبتلع المقلب و يجعله طي الكتمان و ألا يبلغ الشرطة خوفاً من الفضيحة و الإذلال ,, لكن هذا الحدث سبب له أزمات قلبية متعددة أدت إلى وفاته فيما بعد , و لم يتم توجيه أي تهمة لفيكتور بهذا الشأن .

فيكتور لوستيج يبيع برج إيفل للمرة الثانية في باريس أيضاً 

قرر لوستيج العودة إلى باريس بعد عدة أشهر و كرر المحاولة مع ستة تجار آخرين و بالفعل نجح في الإيقاع بأحد هؤلاء التجار و حصل منه على مبلغ يقارب 200 ألف دولار وقتها ,, لكن هذا التاجر لم يبتلع المقلب و قام بإبلاغ الشرطة , لكن الشرطة لم تتمكن من القبض على لوستيج حيث تمكن من الهروب إلى أمريكا و ممارسة نشاطه هناك .

النصب على آل كابوني أشهر زعماء المافيا في التاريخ الأميركي 

النصب على آل كابوني أشهر زعماء المافيا في التاريخ الأميركي

لم يكتف لوستيج بالنصب على الأغنياء الطماعين أو السُذج فقط ، بل تمكن من الاحتيال على آل كابونى أشهر رجال المافيا الأمريكية فى التاريخ؛ حيث أقنعه بأن يستثمر 50.000  دولار في صفقة أسهم، واحتفظ “لوستج” بأموال لنفسه في صندوق لمدة شهرين, وبعدها ردهم إليه, إلا أن لوستيج خاف من قوة و بطش آل كابوني , فرد إليه الملبغ كاملاً ، مدعياً ان الصفقة قد فشلت. و اعجاباً بمهارته، منحه آل كابونى 5 آلاف دولار.

القبض على فيكتور لوستيج 

بعد أن هرب من فرنسا إلى أميركا و بدأ ممارسة نشاطه هناك , تمكنت الشرطة الأمريكية من القبض عليه أثناء عملية احتيال , لكنه تمكن من الهروب مرة أخرى , ثم تم القبض عليه مرة أخرى و حُكم عليه بالسجن لمدة 20 عاماً , لكنه توفي داخل السجن في عام 1947 .
google-playkhamsatmostaqltradent