إذا سألتك من هو خاتم الأنبياء فستجيب بكل سرعة هو سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم ) .
ولكن إذا سألتك من آخر من تم دفنه من الأنبياء فهنا عليك أن تفكر قليلا قبل الإجابة .
آخر من تم دفنه بعد سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو نبي الله دانيال
فما قصته ؟ وما سبب تأخر دفنه بعد موته بفترة طويلة ؟
نبي الله دانيال (عليه السلام) هو أحد أنبياء بني إسرائيل ، وهو أحد الأنبياء الأربعة الكبار عند اليهود ، كما أن له مكانة خاصة في تراثهم ، وسفر دانيال الموجود في العهد القديم خير دليل على ذلك ، وكان فيمن كانوا من بني إسرائيل حينما قام نبوخذ نصر باجتياح بيت المقدس وهاجم اليهود وحاصر القدس حتى أسقط ملك بني إسرائيل ثم جمع منهم خلقا كثر و ساقهم كعبيد إلى بابل ، فأذاقهم الذل والهوان ، وكان الفرس من باب التسلية يقومون بإلقاء سجين أو أكثر في ساحة ذات أسوار عالية ويطلق عليهم الأسود ليأكلوهم .
قام الفرس بإلقاء نبي الله دانيال في الساحة لأسدين ، وبرغم شراسة الأسود إلا أنهما لم يأكلاه ، بل سكنا وتقربا منه في خضوع وكأنهما يطلبان منه العفو والمغفرة فتعجب الناس لذلك وتعجب له نبوخذ نصر ثم قام بحبسه مرة أخرى مع أسدين آخرين لفترة ولم يحدث شيء ، ولم يصبه أي مكروه ، فعرف الفرس وعرف نبوخذ نصر أن هذا الرجل من الأتقياء المقربين لله تعالى ، فأكرمه وقربه منه ، بل ويقال أن نبوخذ نصر جعل النبي دانيال على رأس حكماء بابل ، وقد توفاه الله في بلدة تسمى تستر.
لكن ما سبب عدم دفنه عند موته ؟ ومن الذي وجد جثته ودفنها ؟
سبب عدم دفنه هو أن أهل بلدة تستر كانوا يتبركون بجثمانه ، ويستسقون بإخراج جثمانه إلى العراء ، فكانوا إذا أصابهم الجدب والقحط أخرجوا جثمانه يتبركون به فتمطر السماء .
وعند فتح تستر في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجد المسلمون في خزائنهم سريرا عليه جثة رجل ميت وعلموا بالخبر من أهل تستر فأرسولوا للخليفة عمر بن الخطاب بهذا الأمر فأرسل إلى أبي موسى الأشعري وأمره بدفن جثمان النبي دانيال وإخفاء مكان قبره ، فأحضر أبو موسى الأشعري بعض العمال من بلاد فارس وأمرهم ببناء ثلاثة عشر قبرا في أماكن متفرقة ، ثم حمل جثمان دانيال عليه السلام ودفنه في أحد القبور ثم أغلق القبور جميعا حتى لا يعلم أحد بقبره فيفتن الناس به .
وذكر خبر النبي دانيال العديد من أئمة الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَلَمَّا ظَهَرَ قَبْرُ دَانْيَالَ بتستر كَتَبَ فِيهِ أَبُو مُوسَى إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ : إذَا كَانَ بِالنَّهَارِ فَاحْفِرْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَبْرًا، ثُمَّ ادْفِنْهُ بِاللَّيْلِ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا، وَعَفِّرْ قَبْرَهُ، لِئَلَّا يَفْتَتِنَ بِهِ النَّاسُ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/ 154) .
ولكن إذا سألتك من آخر من تم دفنه من الأنبياء فهنا عليك أن تفكر قليلا قبل الإجابة .
آخر من تم دفنه بعد سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) هو نبي الله دانيال
فما قصته ؟ وما سبب تأخر دفنه بعد موته بفترة طويلة ؟
نبي الله دانيال (عليه السلام) هو أحد أنبياء بني إسرائيل ، وهو أحد الأنبياء الأربعة الكبار عند اليهود ، كما أن له مكانة خاصة في تراثهم ، وسفر دانيال الموجود في العهد القديم خير دليل على ذلك ، وكان فيمن كانوا من بني إسرائيل حينما قام نبوخذ نصر باجتياح بيت المقدس وهاجم اليهود وحاصر القدس حتى أسقط ملك بني إسرائيل ثم جمع منهم خلقا كثر و ساقهم كعبيد إلى بابل ، فأذاقهم الذل والهوان ، وكان الفرس من باب التسلية يقومون بإلقاء سجين أو أكثر في ساحة ذات أسوار عالية ويطلق عليهم الأسود ليأكلوهم .
نبوخذ نصر
لكن ما سبب عدم دفنه عند موته ؟ ومن الذي وجد جثته ودفنها ؟
سبب عدم دفنه هو أن أهل بلدة تستر كانوا يتبركون بجثمانه ، ويستسقون بإخراج جثمانه إلى العراء ، فكانوا إذا أصابهم الجدب والقحط أخرجوا جثمانه يتبركون به فتمطر السماء .
وعند فتح تستر في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجد المسلمون في خزائنهم سريرا عليه جثة رجل ميت وعلموا بالخبر من أهل تستر فأرسولوا للخليفة عمر بن الخطاب بهذا الأمر فأرسل إلى أبي موسى الأشعري وأمره بدفن جثمان النبي دانيال وإخفاء مكان قبره ، فأحضر أبو موسى الأشعري بعض العمال من بلاد فارس وأمرهم ببناء ثلاثة عشر قبرا في أماكن متفرقة ، ثم حمل جثمان دانيال عليه السلام ودفنه في أحد القبور ثم أغلق القبور جميعا حتى لا يعلم أحد بقبره فيفتن الناس به .
وذكر خبر النبي دانيال العديد من أئمة الإسلام
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَلَمَّا ظَهَرَ قَبْرُ دَانْيَالَ بتستر كَتَبَ فِيهِ أَبُو مُوسَى إلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَكَتَبَ إلَيْهِ عُمَرُ : إذَا كَانَ بِالنَّهَارِ فَاحْفِرْ ثَلَاثَةَ عَشَرَ قَبْرًا، ثُمَّ ادْفِنْهُ بِاللَّيْلِ فِي وَاحِدٍ مِنْهَا، وَعَفِّرْ قَبْرَهُ، لِئَلَّا يَفْتَتِنَ بِهِ النَّاسُ " .
انتهى من "مجموع الفتاوى" (15/ 154) .